عبد الحق بوزرب Admin
عدد المساهمات : 134 تاريخ التسجيل : 18/04/2011
| موضوع: كل رغبات الطفل مشروعة : الأحد أغسطس 05, 2012 1:32 am | |
| إن كثيرا من الآباء والأمهات يمارسون ممارسات غير صحيحة في معالجة أخطاء أبنائهم وبالتالي بدلا من إيجاد حلول لهذه الأخطاء، وجدت أخطاء أخرى هي مضاعفات لهذه الممارسات الأمر الذي نشأت معه في مجتمعنا مشاكل عديدة كان منشؤها التصرف غير الناضج مع خطأ ارتكبه أحد الوالدين. ومن أهم المبادئ التي يدلنا عليها علم البرمجة العصبية اللغوية أن 'وراء كل سلوك، مهما كان سلبياً، دافع إيجابي'. وعليه فان هذا المبدأ هو أصدق ما يكون على الطفل، باعتباره 'كياناً إنسانياًسليماً وليس حالة تربوية منحرفة'.
فدوافعه لا تخرج عن الرغبة في تحقيق الحاجات الحيوية بالنسبة إليه: ومنها تحقيق الذات والرغبة في الشعوربالاهتمام والمحبة والأمن والرغبة في الانتماء وغيرها.. لكنه ولأجل تحقيق تلك الرغبات المشروعة، فقد يقوم بأفعال 'مزعجة' لنا نحن الكبار:
فقد يبالغ في البكاء كي يعبر عن رغبته في الأكل. وقد يمزق الصحيفة التي بين يديك كي يثير اهتمامك. وقد يستحوذ على ألعاب غيره كي يعبر لك عن رغبته في أن تخصص له ألعابا خاصة به. وقد يرفض الذهاب للمدرسة كي يعبر لك عن رغبته في تحقيق الاحترام الذي يستحقه من قبل المعلمة. وقد يأخذ السكين ويضع رأسه في فمه ليكتشف هذا الشيء الذي بين يديه. وقد يقوم بأفظع الأعمال، ولكن يبقى السؤال: كيف يكون رد فعلك غالباً ؟
وعلى ماذا تركز اهتمامك حينها ؟
إن التعامل مع الأخطاء التي يرتكبها الأطفال فن من الفنون التي يجب على كل من الآباء والأمهات أن يتعلمها ويتقنها ويحول هذا الخطأ إلى قوة إيجابية بناءة في الأسرة لا إلى قوة سلبية هدامة
أغلبنا سوف لن يبالي إلا بالسلوك الخاطئ، ولن يكلف نفسهعناء الكشف عن الرغبة والدافع الذي هو أصل السلوك، ولذلك فرد الفعل المنسجم مع سطحية التركيز على السلوك لن يكون إلا العقاب.
وحينما سيفهم الطفل أنه معاقب على كل ما قام به وما أحس به، فسوف نكون مسهمين في إرباك التوازنالنفسي لديه دون أن ندري.
إننا إذا ما استطعنا التمييز بين السلوك الخاطئ والرغبة المشروعة، فسوف نحقق مجموعة من الأموردفعة واحدة، ومنها:
- أولاً: إننا سنصبح أكثر تحكماً في ردود أفعالنا تجاه السلوكيات الخاطئة لأطفالنا، فنعاقب الطفل إذا ما عاقبناه على السلوك الخاطئ لا على الرغبة.
- ثانياً: إننا سنصبح أكثرتفهّماً لسلوك الطفل، وبالتالي فسنجد أنفسنا مفتوحين على خيارات أخرى غير العقاب المباشر، ولذلك فقد نكتفي بتنبيه الطفل، أو على الأقل تخفيض مستوى العقاب إلى أدنى ماممكن.
- ثالثا: سنكون بذلك التحكم فيردود أفعالنا وذلك التفهم لسلوك طفلنا مسهمين في الحفاظ على توازنه النفسي.
حين يخطئ ابنك فثمة دوافع وأسباب جعلته يرتكب الخطأ، فمن الأولى أن تبحث عن أصل السلوك لمعالجته فمثلا إذا أبدى ابنك مظلومية من أحد واكتشفت فيما بعد أنه يكذب،فلا تأنبه ولكن ابحث عن دوافع ذلك فربما أراد فقط إثارة اهتمامك وعطفك.
فالخطأ طبيعة بشرية، والتجارب الإنسانية تعلمنا أنه من الخطإ يتعلم الإنسان، فلا ينبغي أن نجعل الخطأ فرصة للإحباط وتحطيم المعنويات، بل يجب أن نجعله وسيلة لتنمية ذاتية الطفل.
و كل رغبات الطفل مشروعة و تعبيره عن تلك الرغبات أحيانا خاطئة.
| |
|